ahwazna
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شاعر أم المعارك أو شاعر القادسية (٣)

اذهب الى الأسفل

شاعر أم المعارك أو شاعر القادسية  (٣) Empty شاعر أم المعارك أو شاعر القادسية (٣)

مُساهمة  Tammuz الأحد مايو 10, 2009 11:53 am

شاعر أم المعارك أو شاعر القادسية  (٣) Razaq05
عبد الرزاق عبد الواحد
يمشي معه في الشعر كما كان يمشي انكيدو مع جلجامش.
يصارعه ويصارع من أجله بحثا عن عشبة للخلود.
وليس هذا سوى شيء من أبو خالد.
متنبي آخر؟ ربما. ولكنه الأخير. ولاّدٌ، وصنّاع، وخلاّقٌ، وساطع.
فكيف يمكن لشاعر كهذا أن يوصف؟
مرة نقرأه. ومرة نتأمل العراق فيه، ونتأمله. ومرة نراه الى سعفة يرنو ليخادعها بسحره فترنو. ومرة كتب يقول:

يَقولونَ: هَل بَعدَ المَنيَّة غايَة؟
أجَلْ.. بَعدَها أنْ لا تَجوعَ، ولا تَعرَى
وأنْ لا تَرى لِلشَّرِّ وَجْها، ولا يَدا وأنَّكَ تُمسي لا تُراعُ، وَلا تُغرى
أجَلْ بَعدَها مِعيارُها..أنْ تَجيئَها
مَهيبا.. وأنْ تَختارَها مِيتَة بِكْرا
وأنْ تَترُكَ الدُّنيا وَذِكراكَ مِلْؤها
ثَكِلْتُكَ إنَّ المَوتَ مَوتُكَ في الذ كرى
وَلَو كانَ بَعدَ المَوتِ مَوتٌ لَعَوَّضَتْ
بِهِ النَّفسُ ما عانَتْهُ مِن مِيتَةٍ نَكرا
وَلكنَّهُ المَوتُ الذي ليسَ غَيرُه وإرْثُكَ مِنهُ لا يُباعُ، وَلا يُشرى![center]


فَرْط اُلسّكوتِ على فَرْطِ الأذى سَقَمُ
قد يَسكُتُ الجُرحُ لكنْ يَنطِقُ الألَمُ
وَمَعقِلُ الظُّلم، أيّا كًانَ صاحِبُه لا بُدَّ يَوما عًلى أهليهِ يَنهَدِمُ
فَقُلْ لِكُلِّ عُتاة اِلأرض : مَن غَشَمُوا
وَمَن عَتَوا قَبلَكم في الأرض..أينَ هُمُ؟
ألَم تُزَلزَلْ صروحُ الأرض أجمَعِها
بِهِم كَما زُلزِلَتْ زِلزالَها إرَمُ؟
وَما الذي صارَ هولاكو سِوى شَبَحٍ
في حين بِغدادُ مِلْءَ العَين تَبتَسِمُ؟!



مرَّة قيلَ لي
لمَ مِن دونِ كلِّ الشَّجَرْ
تحتفي بالنخيلْ؟
لم أجد ما أقول
غيرَ أنيّ تَذكَّرتُ كيف الفصول
تتعاقبُ كانت على بيتنا في العماره..
وتذكرتُ كيفْ
في شتاٍء وصيفْ
تتغيَّرُ أشكالُ كلِّ الشجَرُ
تتناثرُ أوراقُهُ في المطرْ
وحدَها كانت المطمئنَّةَ في بيتنا
بين بردٍ وحَرّ..
وتذكرتُ..
يا ما رأيتُ بها تَمَرةً نصفَ مأكولةٍ
كان جَدّي يقول
لم أجدْ كالبلابلِ شيئاً أكولْ
إنها تعشق التمرَ،
تأكلُهُ وتغنّي
ووجدتُ مع الوقتِ أنّي
أعشقُ النخلَ والتَّمرَ
أعشقُ فيه البَلابلَ والطَّلعَ
والسَّعَفَ اللايحولْ
رغمَ كلِّ اختلاف الفصول
حين أصبحتُ في سنِّ جدّي
ونظرتُ لمجدِ العراقْ
صرتُ أدري لماذا
دمُ ألفِ شهيدٍ
لسعفةِ نخلٍ يُراقْ. (١٩٨٩)

من مختارات نشرها موقع البصرة

Tammuz
مشرف

عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 05/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى